2025-07-07 10:38:44
في ظل التحديات الأمنية المتزايدة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، يشهد التعاون العسكري بين الجزائر وإيطاليا تطوراً ملحوظاً يعكس الرغبة المشتركة في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي. تمتد جذور هذه الشراكة إلى عقود مضت، لكنها اكتسبت زخماً جديداً في السنوات الأخيرة بسبب التهديدات المشتركة مثل الهجرة غير النظامية والإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود.
تبادل الخبرات والتدريبات المشتركة
أحد أبرز مظاهر هذا التعاون يتمثل في التدريبات العسكرية المشتركة التي تجري بشكل دوري بين القوات المسلحة الجزائرية ونظيرتها الإيطالية. ومن أبرز هذه التدريبات مناورة “البحر المتوسط 2023” التي ركزت على مكافحة القرصنة وحماية الممرات البحرية الحيوية. كما تشمل التعاون تدريبات برية وجوية تهدف إلى تحسين التنسيق بين الجيشين في سيناريوهات معقدة.
التعاون في مجال الصناعات العسكرية
لا يقتصر التعاون الجزائري الإيطالي على الجانب العملياتي فقط، بل يمتد إلى مجال الصناعات الدفاعية حيث تقوم الشركات الإيطالية بتوريد معدات وتقنيات عسكرية متطورة للجزائر. وتشمل هذه المعدات أنظمة رادار متطورة وزوارق دورية سريعة، بالإضافة إلى تعاون في مجال صيانة الطائرات العسكرية.
مكافحة الإرهاب والأمن البحري
تحتل مكافحة الإرهاب مكانة مركزية في أجندة التعاون الثنائي، حيث تتبادل البلدان المعلومات الاستخباراتية وتقومان بعمليات مراقبة مشتركة للحد من تحركات الجماعات الإرهابية. كما يبرز التعاون في مجال الأمن البحري من خلال الدوريات المشتركة لمكافحة تهريب البشر والمخدرات عبر المتوسط.
آفاق مستقبلية واعدة
يتطلع الجانبان إلى تعميق شراكتهما العسكرية خلال السنوات المقبلة، مع تركيز خاص على التكنولوجيا العسكرية الحديثة مثل الطائرات المسيرة وأنظمة الدفاع الإلكتروني. كما تدرس الجزائر وإيطاليا إمكانية إنشاء مركز مشترك للبحوث الدفاعية يمكن أن يصبح نموذجاً للتعاون العسكري بين ضفتي المتوسط.
باختصار، يمثل التعاون العسكري الجزائري الإيطالي نموذجاً ناجحاً للشراكة الإستراتيجية التي تسهم في تعزيز الأمن الإقليمي، مع إمكانيات كبيرة للتوسع في مجالات جديدة تواكب التحديات الأمنية المتطورة في المنطقة.
