2025-09-18 00:56:04
أعربت وزارة الخارجية التونسية عن رفضها القاطع لمشاركة المنتخب الوطني للتنس للسيدات في منافسات كأس الاتحاد الدولي للتنس ضد إسرائيل بالعاصمة الفنلندية هلسنكي، معتبرة ذلك خرقاً للسياسة الرسمية للبلاد تجاه القضية الفلسطينية.
ووفقاً لبيان الوزارة، فإن “أي شكل من أشكال العلاقات مع الكيان الصهيوني، بما في ذلك المنافسات الرياضية، يعد أمراً غير مقبول”. وأكد البيان أن هذه المشاركة تمثل “تجاوزاً للالتزامات التاريخية لتونس تجاه القضية الفلسطينية العادلة”.
وجاء الاعتراض رغم فوز اللاعبتين التونسيتين أنس جابر وشيراز البشري على نظيرتهما الإسرائيليتين في منافسات الزوجي بنتيجة 2-0. وأوضحت الخارجية التونسية أن موقف البلاد الرسمي يدعم “حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
من جانبه، برر اتحاد التنس التونسي مشاركة المنتخب بأنه أبلغ وزارة الشباب والرياضة بطلب رأيها، لكن الرد جاء بعد تأكيد المشاركة. وأشار الاتحاد إلى علمه المسبق بمشاركة إسرائيل في البطولة.
هذا الحادث يأتي في أعقاب جدل سابق حول مشاركة لاعب تنس إسرائيلي-فرنسي في دورة بتونس، مما دفع الرئيس قيس سعيد إلى المطالبة بفتح تحقيق. ويذكر أن سعيد جعل من رفض التطبيع مع إسرائيل محوراً أساسياً في خطابه السياسي، واصفاً أي خطوة في هذا الاتجاه بأنها “خيانة عظمى”.
وتحتفظ تونس بموقف متشدد تجاه إسرائيل، حيث لا تزال تعتبر نفسها في حالة حرم معها. وتحيي البلاد سنوياً ذكرى القصف الإسرائيلي لمقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس عام 1985، الذي أسفر عن سقوط عشرات الضحايا.
يُذكر أن تونس كانت قد استضافت مقر منظمة التحرير الفلسطينية بعد خروجها من لبنان عام 1982، مما عزز دورها التاريخي كداعم رئيسي للقضية الفلسطينية. ويبدو أن هذه الحادثة الرياضية أعادت إحياء الجدل حول حدود المشاركات الرياضية مع إسرائيل في ظل الموقف السياسي التونسي الرافض للتطبيع.
