2025-09-18 05:16:47
لطالما ارتبط اسم بيب غوارديولا بأسلوب الهيمنة الكروية والاستحواذ على الكرة، حيث شكل هذا النهج أساس فلسفته التدريبية التي طبّقها بنجاح مع برشلونة وبايرن ميونيخ ومانشستر سيتي. لكن في مباراة السبت ضد تشلسي بالدوري الإنجليزي، شهدنا لحظة تاريخية حيث استحوذ فريق غوارديولا على الكرة بنسبة 46.74% فقط، وهي أقل نسبة في مسيرته التي تضم 381 مباراة.
هذه النتيجة الاستثنائية تثير العديد من التساؤلات حول تحول غوارديولا التكتيكي والأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة غير المألوفة. على الرغم من محاولة غوارديولا التقليل من أهمية هذه الإحصائية، إلا أن المشاهدين والخبراء لاحظوا تحولاً واضحاً في أداء الفريق.
أظهر تشلسي أداءً متميزاً في خط الوسط بقيادة كانتي وكوفاتشيتش وجورجينيو، مما منع سيتي من تنفيذ أسلوبه المعتاد في التمريرات القصيرة والسريعة. كان إيقاع اللعب أبطأ من المعتاد، وافتقدت التمريرات الدقة المطلوبة، مما سمح لتشلسي بالسيطرة على مجريات اللعب وخلق فرص خطيرة ضد دفاع سيتي الذي يعاني من غيابات مهمة.
لكن الأكثر إثارة للاهتمام هو كيفية تكيف مانشستر سيتي مع هذا الوضع الجديد. كما علق كيفن دي بروين: “هذا يظهر الوجه الآخر لنا بأنه يمكننا السيطرة على المباراة أثناء الدفاع”. لقد أظهر سيتي قدرة ملحوظة على تحقيق الفوز حتى بدون الهيمنة الكروية المعتادة، حيث صنعوا الفرص الأكثر خطورة على الرغم من استحواذ الخصم على الكرة.
هذه المباراة قد تشير إلى مرحلة جديدة في مسيرة غوارديولا التدريبية، حيث يظهر مرونة تكتيكية وقدرة على التكيف مع الظروف المختلفة. ربما نكون نشهد تحولاً في فلسفة غوارديولا من الاعتماد الكلي على الاستحواذ إلى اعتماد أسلوب أكثر تنوعاً يتكيف مع طبيعة المنافس وظروف المباراة.
هذا التطور يثبت أن غوارديولا مدرب متكامل قادر على قيادة فريقه للفوز بأساليب مختلفة، مما يضيف بعداً جديداً لخبرته التدريبية الغنية ويجعله أكثر تنوعاً وخطورة في مواجهة مختلف التحديات.