2025-10-18 04:34:58
تصدرت المشادة الكلامية الحادة بين فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد وقائد الفريق سيرجيو راموس عناوين الصحف العالمية، بعد الخروج المذل من دوري أبطال أوروبا على يد أياكس أمستردام. هذه الحادثة التي وقعت في غرفة الملابس بعد المباراة لم تكن سوى حلقة جديدة في مسلسل طويل من المواجهات بين بيريز وقادة الفريق على مر السنوات.
فلورنتينو بيريز، الرئيس القوي الذي يحكم النادي بقبضة من حديد، دأب على تطبيق فلسفته الإدارية القائمة على مبدأ “أنا أو لا أحد”. هذه السياسة التي تهدف إلى فرض السيطرة الكاملة على مقدرات النادي، جعلت من الصدام مع اللاعبين أصحاب الشخصيات القوية وخاصة قادة الفريق أمراً حتمياً متكرراً.
التاريخ يعيد نفسه
في عام 2003، شهد النادي الملكي حادثة مماثلة عندما دخل بيريز في مواجهة مع القائد آنذاك فرناندو هيرو. وكانت العلاقات بين الطرفين قد تدهورت بعد حادثة احتفال السوبر الأوروبي عام 2002، عندما قاطع اللاعبون الاحتفال احتجاجاً على معاملة المهاجم فرناندو مورينتيس بعد التعاقد مع رونالدو. وبعدها بأسابيع، انتقد بيريز طريقة احتفال اللاعبين بلقب الدوري، مما أدى إلى انقلاب العلاقة رأساً على عقب ورحيل هيرو في صيف 2003.
علاقات متوترة
لم تكن علاقة بيريز مع القادة تقتصر على هيرو وراموس، فقد مرت علاقته مع كل من المهاجم الأسطوري راوول غونزالز والحارس إيكر كاسياس بفترات من التوتر والشد والجذب. فمع كاسياس، وصلت العلاقة إلى مرحلة حرجة عندما انتشرت أنباء عن رغبة النادي في التعاقد مع الحارس الإيطالي بوفون، وانتهى الأمر برحيل كاسياس إلى بورتو دون اتفاق على ترتيب مباراة اعتزاله.
مشادة الغرفة
تفاصيل المشادة الأخيرة تكشف عن عمق الأزمة، حيث دخل بيريز إلى غرفة الملابس بعد الخسارة القاسية 4-1 وألقى خطاباً قاسياً حمّل فيه اللاعبين مسؤولية الأداء الضعيف والخروج من البطولة. لكن راموس قاطعه ووجه انتقادات حادة للإدارة بسبب سوء التخطيط وعدم الاستجابة لمطالب اللاعبين بالتعاقد مع مهاجم يعوض رحيل رونالدو.
المواجهة تصاعدت حتى هدد بيريز راموس بالتخلي عن خدماته، ليرد القائد بجملة أصبحت شهيرة: “امنحني أموالي وسأغادر”. هذه المشادة جاءت في أسوأ فترة يمر بها النادي الملكي، حيث خرج من ثلاث بطولات في أسبوع واحد، مما يضع علامات استفهام كبيرة حول مستقبل العلاقة بين الطرفين ومستقبل النادي ككل.
