2025-09-12 06:34:21
أسدل الستار الأحد الماضي على فعاليات بطولة العالم لألعاب القوى التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة للمرة الأولى في تاريخ المنطقة العربية والشرق الأوسط. وقد شهدت البطولة التي استمرت على مدى عشرة أيام مشاركة قياسية بلغت نحو ألفي رياضي ورياضية من مختلف أنحاء العالم، في حدث رياضي ضخم ترك بصمة واضحة في سجلات ألعاب القوى العالمية.
إنجازات غير مسبوقة وأرقام قياسية
وصف سيباستيان كو، رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى، نسخة الدوحة بأنها “الأفضل من الناحية الفنية لأداء الرياضيين”، مؤكدا أن المشاركين قدموا مستويات استثنائية تدل على صحة هذه الرياضة وازدهارها. وكشف المسؤول الرياضي عن تحقيق 21 رقما قاريا جديدا خلال البطولة، بالإضافة إلى تحطيم 78 رقما وطنيا، مما يعكس المستويات العالية التي بلغها المنافسون.
ومن اللافت للنظر أن متوسط أعمال الفائزين بالألقاب في هذه البطولة كان أقل من 24 عاما، مما يشير إلى بروز جيل جديد من النجوم الشباب الذين سيسيطرون على الساحة الرياضية في السنوات القادمة. كما أن توزيع الميداليات على 40 دولة مشاركة يؤكد الطابع العالمي الحقيقي لألعاب القوى وانتشارها الواسع.
الصدارة الأمريكية والمنافسة الشرسة
سيطرت الولايات المتحدة الأمريكية على صدارة جدول الميداليات بحصيلة مذهلة بلغت 29 ميدالية، منها 14 ذهبية و11 فضية و4 برونزيات. وجاءت كينيا في المركز الثاني بحصيلة 11 ميدالية (5 ذهبيات)، بينما حلت جامايكا ثالثا بـ12 ميدالية (3 ذهبيات).
وشهدت البطولة تسجيل رقمين قياسيين عالميين جديدين، كلاهما من نصيب الفريق الأمريكي. الأول في سباق التتابع المختلط 4×400 متر الذي تم إدراجه للمرة الأولى في برنامج البطولة، حيث سجل الفريق زمنا قدره 3:09.34 دقيقة. أما الرقم الثاني فكان من نصيب العداءة داليليا محمد في سباق 400 متر حواجز بزمن 52.16 ثانية، محطمة بذلك رقمها القياسي السابق.
مستقبل واعد وانتقال المشعل
أكد رئيس الاتحاد الدولي أن هذه النتائج المبهرة تشير إلى مستقبل مشرق لألعاب القوى، مع بروز جيل جديد من المواهب الشابة التي ستشكل نجوم الغد. ومن المقرر أن تنتقل بطولة العالم في دورتها القادمة إلى مدينة يوجين الأمريكية عام 2021، على أن تستضيف العاصمة المجرية بودابست الدورة التي تليها في 2023.
ختاما، شكلت بطولة الدوحة نقلة نوعية في تنظيم الفعاليات الرياضية الكبرى بالمنطقة العربية، حيث أثبتت قدرتها على استضافة أضخم الأحداث العالمية بمستويات تنظيمية عالية وجو تنافسي استثنائي، مما يفتح الباب أمام المزيد من الاستضافات العربية لكبرى البطولات الرياضية الدولية في المستقبل.
