2025-09-04 04:22:48
في قرار صادم كشف النقاب عن واحدة من أخطر المشكلات التي تواجه الكرة الأفريقية، استبعد الاتحاد الكاميروني لكرة القدم 62 لاعبا من الدوري المحلي بسبب تزوير أعمارهم، في خطوة وصفت بأنها الأكبر من نوعها في تاريخ الكرة الكاميرونية.
ووفقا للقائمة التي نشرها موقع “فايس فوت”، ضمت لائحة المستبعدين نجم المنتخب الكاميروني ويلفريد دوالا (17 عاما)، الذي كان قد شارك مع “الأسود غير المروضة” في بطولة أمم أفريقيا الأخيرة بساحل العاج. وأشار التقرير إلى أن دوالا -لاعب وسط فريق فكتوريا يونايتد- قد قدم معلومات غير صحيحة عن عمره الحقيقي، دون الكشف عن التفاصيل الدقيقة.
هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها الكاميرون أزمة تزوير الأعمار، حيث تشير الإحصائيات إلى أن هذه هي الموجة الثالثة على التوالي خلال الأعوام الأخيرة. ففي صيف 2022، تم إيقاف 44 لاعبا ينتمون لـ8 أندية محلية، بينما شهد يناير 2023 إيقاف 21 لاعبا من منتخب الكاميرون تحت 17 سنة لنفس الأسباب.
وتكشف الوثائق الرسمية أن مشكلة تزوير الأعمار في الكاميرون تأخذ أبعادا أكثر خطورة مما يتصور الكثيرون. ففي مطلع العام الجاري، فشل 32 لاعبا من الذين تم استدعاؤهم لبطولة تحت 17 عاما في اجتياز اختبارات العمر، ما أثار موجة غضب عارمة في الأوساط الرياضية المحلية والدولية.
ويوضح الخبراء أن دوافع التزوير متعددة، حيث تلجأ الأندية المحلية إلى تزوير أعمار اللاعبين الشباب لجذب انتباه الأندية الأوروبية، التي تبحث دائما عن المواهب الشابة الواعدة. كما أن المشاركة في البطولات السنية تمنح اللاعبين والأندية ميزات تنافسية غير مشروعة.
ويعترف الصحفي الرياضي الكاميروني بامبي وانيه جيوفاني بأن هذه المشكلة تمثل “وصمة عار” في جبين الكرة الكاميرونية، مشيرا إلى أن بعض الأندية تتعمد خفض أعمار اللاعبين لضمان بقائهم في الفئات السنية لفترات أطول.
يذكر أن منتخب الكاميرون كان قد توج بلقبين أفريقيين في الفئات السنية سابقا، لكن التشكيك يحيط بهذه الإنجازات بعد الفضائح المتتالية. وفي دورة 2017، تم منع 17 لاعبا كاميرونيا من المشاركة بعد فشلهم في اختبارات الرنين المغناطيسي لتحديد العمر.
هذه الأزمة تضع رئيس الاتحاد الكاميروني صامويل إيتو أمام اختبار حقيقي، حيث يتعين عليه اتخاذ إجراءات صارمة لاستعادة المصداقية الدولية للكرة الكاميرونية، في وقت تتعرض فيه العديد من الاتحادات الأفريقية لاتهامات مماثلة بتزوير أعمار لاعبيها.
