2025-10-08 04:52:08
اعترف أوليفر بيرهوف، مدير المنتخب الألماني لكرة القدم، يوم الأربعاء بارتكاب أخطاء في التعامل مع النجم الدولي مسعود أوزيل، الذي أعلن اعتزاله اللعب دولياً صيف العام الماضي متهمًا مسؤولي المنتخب بالعنصرية تجاهه. وجاءت هذه التصريحات في سياق متصل باستقالة رئيس الاتحاد الألماني غيرهارد غريندل بعد سلسلة من الفضائح والإخفاقات.
وكان أوزيل، النجم التركي الأصل والحائز على كأس العالم 2014 مع ألمانيا، قد اتهم مسؤولي المنتخب بـ”العنصرية” والتمييز ضده، خاصة بعد الجدل الكبير الذي أثارته صورته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارة الأخير إلى لندن العام الماضي. وقد أدلى بيرهوف بتصريحات صحفية آنذاك ألمح فيها إلى ضرورة استبعاد أوزيل من صفوف المنتخب، في فترة شهدت توتراً دبلوماسياً حاداً بين أنقرة وبرلين.
وفي حديثه لصحيفة “دي تزايت” الأسبوعية، أعرب بيرهوف عن أسفه لسير الأمور بشكل سيء، معترفاً بأن “العديد من الأخطاء تم ارتكابها، ومني أيضاً في نهاية المطاف”. كما أبدى أسفه لأن أوزيل لم يوافق على عقد لقاء لتنقية الأجواء، في إشارة إلى تقارير سابقة عن رفض اللاعب استقبال المدرب يواكيم لوف وبيرهوف أثناء زيارتهما لمقر تدريب ناديه في لندن.
وجاءت أزمة أوزيل متزامنة مع الأداء الكارثي للمنتخب الألماني في كأس العالم 2018 بروسيا، حيث خرج حامل اللقب من الدور الأول، مما عرض اللاعبين والجهاز الفني لانتقادات حادة. وقد تفاقمت هذه الأزمات مع استقالة رئيس الاتحاد الألماني غيرهارد غريندل، الذي تعرض لضغوط كبيرة بعد سلسلة فضائح، منها قبوله هدية ثمينة من مسؤول أوكراني.
وكان غريندل قد تعرض لانتقادات واسعة من أوزيل، الذي صرح في بيان اعتزاله: “لن أكون كبش فداء لغريندل بسبب عدم كفاءته”، مضيفاً: “في نظر غريندل وأنصاره، فأنا ألماني عندما نفوز، لكني مهاجر عندما نخسر”. ومن جهته، استبعد بيرهوف، المهاجم الدولي السابق، أن يكون مرشحاً لخلافة غريندل في رئاسة الاتحاد، مؤكداً أن وظيفته الحالية “رائعة ومثيرة للحماس”.
هذه التطورات تبرز التحديات العميقة التي يواجهها الاتحاد الألماني، ليس فقط على المستوى الرياضي، ولكن أيضاً على صعيد القيم والمبادئ التي يفترض أن يدافع عنها، خاصة في ظل تزايد الاتهامات بالتمييز والعنصرية داخل المؤسسة.
