2025-08-28 05:42:03
منذ أن أثار البشت القطري التقليدي الذي ارتداه النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي أثناء تتويجه بكأس العالم موجة إعجاب عالمية، تحول متجر أحمد السالم في سوق واقف بالدوحة إلى وجهة للسياح والمحليين على حد سواء. هذا البشت الأسود المطرز بالذهب، الذي قدمه أمير قطر كهدية تذكارية، أصبح رمزاً للتراث القطري الأصيل ووسيلة للترويج للثقافة العربية عالمياً.
يقول أحمد السالم، صاحب المتجر العائلي الذي تأسس منذ 40 عاماً: “شهدنا طلباً غير مسبوق منذ يوم التتويج، حيث تضاعفت مبيعاتنا 15 مرة عن المعتاد”. ويوضح أن المتجر الذي كان يبيع 8-10 بُشوت يومياً، شهد بيع 150 بشتاً في يوم واحد فقط، بينها 3 نسخ مطابقة تماماً للبشت الذي ارتداه ميسي.
البشت الملكي الذي حاز على إعجاب العالم صنع من قطن ياباني فاخر وتم تطريزه يدوياً بخيوط ذهبية ألمانية، ويبلغ سعره حوالي 2000 يورو. ويضيف السالم: “تلقينا زبائن من جنسيات مختلفة، لكن الأرجنتينيين كانوا الأكثر حماساً، حيث كانوا يلتقطون الصور وهم يرتدون البشت ويحملون نسخة من الكأس”.
من الناحية الثقافية، يكتسي ارتداء البشت في الخليج العربي دلالات عميقة. يشرح السالم: “عندما يقدم الشيخ البشت لشخص ما، فهذه أعلى درجات التكريم والتقدير”. هذه الإيماءة القطرية تجاه بطل العالم لاقت صدى إيجابياً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أشاد العرب بهذه البادرة التي جمعت بين الأصالة والحداثة.
من جهة أكاديمية، ترى الدكتورة كارول غوميز، الباحثة في علم الاجتماع بجامعة لوزان، أن “هذه اللحظة التواصلية ستكون محفوظة في الذاكرة الجمعية، حيث نجحت قطر في توظيف الحدث الرياضي العالمي للتعريف بتراثها بشكل مبتكر”.
يستغرق صنع كل بشت فاخر حوالي أسبوع من العمل الدقيق، حيث يمر بسبع مراحل تصنيعية يقوم خلالها فريق من 60 خياطاً مهرة بتطريز الياقة والأكمام بخيوط الذهب. وتعد شركة السالم، التي تزود العائلة المالكة منذ عقود، أكبر منتج للبُشوت في قطر.
هذه الظاهرة التجارية-الثقافية تبرز كيف يمكن للتراث أن يصبح أداة فعالة للتواصل الحضاري، وكيف يمكن للرياضة أن تكون جسراً بين الثقافات. كما تعكس براعة القطريين في تحويل حدث رياضي إلى فرصة للترويج لهويتهم الوطنية بطرق إبداعية تلقى صدى عالمياً.
