2025-09-04 05:33:33
في حدث تاريخي يضع المغرب على خريطة كرة القدم العالمية، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن فوز الملف الثلاثي المشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال بحق استضافة كأس العالم 2030. يأتي هذا الإنجاز بعد محاولات مغربية متكررة على مدى ثلاثة عقود، ليتوج أخيراً بحلم أصبح حقيقة.
رحلة طويلة من المحاولات
لم تكن الرحلة نحو الاستضافة سهلة للمغرب، الذي خاض خمس محاولات سابقة باءت جميعها بالفشل. بدأت المحاولات الأولى في 1994 عندما خسر المغرب التنظيم لصالح الولايات المتحدة، ثم فرنسا في 1998. وفي 2006، خرج الملف المغربي من المنافسة مبكراً، بينما فازت جنوب أفريقيا بتنظيم 2010 في قرار مثير للجدل. كما خسر المغرب تنظيم 2026 لصالح الملف المشترك بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
تحالف استراتيجي ناجح
قرر المغرب هذه المرة اتباع استراتيجية مختلفة بالتحالف مع جيرانه الأوروبيين إسبانيا والبرتغال، مما عزز فرص الملف المشترك. كما ساعد دعم السعودية الذي أعلنت عن سحب ملفها لصالح المغرب في تعزيز موقفه. وسهلت الروابط الجغرافية والثقافية بين الدول الثلاث، بالإضافة إلى البنية التحتية المشتركة، من فرص الفوز بالتنظيم.
بطولة عبر ثلاث قارات
ستشهد كأس العالم 2030 سابقة غير مسبوقة، حيث ستبدأ البطولة في أمريكا الجنوبية مع استضافة أوروغواي والأرجنتين وباراغواي للمباريات الثلاث الأولى احتفالاً بمرور 100 عام على أول بطولة عالمية. ثم تنتقل المنافسات إلى القارة الأوروبية والإفريقية، في حدث يوحّد ثلاث قارات لأول مرة في تاريخ المسابقة.
دفعة للاقتصاد المغربي
يتوقع خبراء اقتصاديون أن تنظيم كأس العالم سيمنح الاقتصاد المغربي دفعة قوية، خاصة في ظل التحديات التي يواجهها بسبب الجفاف وارتفاع التضخم. وسيستفيد القطاع السياحي بشكل خاص، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية وخلق فرص عمل جديدة.
إرث رياضي واجتماعي
لا يقتصر الإنجاز على الجانب الرياضي فقط، بل يمتد لتعزيز الروابط بين الدول الثلاث. كما يأتي تتويجاً للإنجاز التاريخي للمنتخب المغربي في كأس العالم 2022، عندما أصبح أول فريق إفريقي يصل إلى نصف النهائي.
بهذا الفوز، يكتب المغرب فصلاً جديداً في تاريخ كرة القدم الإفريقية، مؤكداً مكانته كوجهة رياضية عالمية قادرة على استضافة أكبر الأحداث.
