2025-10-09 04:50:51
شهدت بطولة كأس العالم 2018 في روسيا ظاهرة لافتة تمثلت في كثرة الأهداف المتأخرة والحاسمة خلال دور المجموعات، خاصة تلك التي سجلت بعد الدقيقة الثمانين. فقد سجل في هذه البطولة 26 هدفاً في الوقت المتأخر من مباريات المجموعات، نصفها تماماً (13 هدفاً) كان أهداف فوز أو تعادل غيرت نتائج المباريات بشكل جذري.
مقارنة بالنسختين السابقتين، تظهر الأرقام تفوقاً واضحاً لروسيا 2018 في تأثير الأهداف المتأخرة. ففي مونديال البرازيل 2014، سجل نفس العدد من الأهداف المتأخرة (26 هدفاً) لكن فقط 8 أهداف منها (31%) كانت حاسمة. أما في جنوب أفريقيا 2010، فكانت النسبة أقل حيث حسم 5 أهداف فقط من أصل 20 (25%) مباريات في دور المجموعات.
الأهداف المتأخرة في روسيا لم تكن حكراً على المنتخبات الكبيرة، رغم أن أغلبها جاء لصالح الفرق المرشحة. فبينما سجل هاري كين هدفاً في الوقت بدل الضائع لإنقاذ إنجلترا، وقاد خوسيه خيمنيز أوروغواي للفوز على مصر في الدقيقة 89، شهدنا أيضاً إيران تهزم المغرب بفضل هدف في الوقت المحتسب بدل الضائع، وتتعادل مع البرتغال بركلة جزاء في الدقيقة 93.
اللافت أن العديد من الخبراء يرجعون هذه الظاهرة إلى استخدام تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) لأول مرة في بطولة كأس العالم. حيث أشار أليكس أولشانسكي، المحلل الرياضي من نيويورك، إلى أن المباريات أصبحت تمتد لوقت أطول بسبب مراجعات الفيديو، مما يزيد من الوقت المحتسب بدل الضائع وبالتالي فرص التسجيل المتأخر.
وأضاف أولشانسكي: “لا ننسى عامل الإرهاق البدني، فاللاعبون يجرون أكثر من 6 أميال في أقل من ساعتين، وهذا يؤثر بشكل خاص على المدافعين في الدقائق الأخيرة حيث يفقدون تركيزهم وتنظيمهم الدفاعي”.
هذه الظاهرة غيرت ديناميكية المباريات وأضافت عنصر التشويق والإثارة، حيث أصبحت النتائج غير مؤكدة حتى صافرة النهاية. كما أثرت على استراتيجيات المدربين الذين اضطروا إلى إعادة حساباتهم في إدارة أوقات المباراة والتبديلات.
ختاماً، يمكن القول إن مونديال روسيا 2018 قد شهد تحولاً ملحوظاً في نمط تسجيل الأهداف وتأثيرها، مع تركيز خاص على الأهداف المتأخرة التي شكلت سمة مميزة للبطولة وأثرت بشكل كبير في مسار المنافسة في دور المجموعات.
