2025-10-10 05:20:30
شهدت الملاعب القطرية خلال العامين الماضيين إنجازات تاريخية للمنتخبات العربية، بدءاً من التأهل التاريخي للمغرب للمربع الذهبي في كأس العالم 2022، وصولاً إلى التفوق العربي غير المسبوق في كأس آسيا 2023 الذي توج بتأهل الأردن للمباراة النهائية لأول مرة في تاريخه. هذه الإنجازات تطرح تساؤلاً مهماً حول دور العامل الجغرافي والجماهيري في دعم هذه الإنجازات.
لم يكن تأهل الأردن للنهائي مجرد مفاجأة، بل كان إنجازاً استثنائياً لمنتخب لم يكن ضمن المرشحين للوصول إلى هذا المستوى، خاصة بعد تخطيه منتخباً قوياً مثل كوريا الجنوبية. وقد استفاد المنتخب الأردني من الدعم الجماهيري الكبير، حيث توافدت أعداد كبيرة من الجماهير العربية إلى الملاعب القطرية لدعم الفريق، مما أسهم في تحفيز اللاعبين وأبرز قدراتهم الحقيقية.
ولم يقتصر التفوق العربي على الأردن وقطر، بل شمل أيضاً منتخبات أخرى مثل فلسطين التي حققت أول فوز في تاريخها بالبطولة وتأهلت لثمن النهائي، وسوريا التي كررت نفس الإنجاز، والعراق الذي تفوق على اليابان أحد المرشحين الأقوياء للقب.
يرى الخبراء أن إقامة البطولات في دولة عربية مثل قطر كان عاملاً محورياً في هذا النجاح الجماعي. فوجود جاليات عربية كبيرة في قطر، وسهولة السفر إلى الدوحة من الدول العربية المجاورة، ووجود الدعم الجماهيري الكثيف، كلها عوامل ساهمت في خلق بيئة محفزة للمنتخبات العربية. كما أن جودة الملاعب القطرية التي استضافت كأس العالم ساهمت في إتاحة الفرصة للاعبين العرب لتقديم أفضل ما لديهم.
ويؤكد الخبراء أن هذه الإنجازات لم تكن لتحقق لو أقيمت البطولات في دول غير عربية، حيث أن العامل النفسي والجماهيري يلعبان دوراً كبيراً في أداء اللاعبين. كما أن تنظيم قطر الناجح للبطولات الكبرى وإيمانها بقدرتها على إدارة هذه الأحداث الرياضية الضخمة، ساهم في تعزيز الثقة لدى المنتخبات العربية وإبراز هويتها الرياضية.
هذا التفوق العربي الجماعي على الملاعب القطرية يثبت أن العامل الجغرافي والبيئة المحيطة يمكن أن يكونا عاملاً حاسماً في تحقيق الإنجازات الرياضية، ويفتح آفاقاً جديدة للمنتخبات العربية في البطولات القادمة.
