2025-09-12 06:02:01
يشهد كأس أمم أفريقيا 2021 في الكاميرون ظاهرة لافتة تتمثل في العدد الكبير للاعبين المولودين في أوروبا الذين يمثلون المنتخبات الأفريقية. هذه الظاهرة التي تزايدت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، أحدثت تحولاً جذرياً في مستوى المنافسة داخل البطولة القارية.
تطور الظاهرة عبر التاريخمنذ نسخة 1992 في السنغال حيث كان هناك 3 لاعبين فقط مولودين في أوروبا، ارتفع العدد بشكل كبير ليصل إلى 199 لاعباً في نسخة 2021 الحالية، أي ما يعادل 30% من إجمالي المشاركين. وتتصدر فرنسا قائمة الدول الأوروبية التي ولد فيها هؤلاء اللاعبين بـ122 لاعباً، تليها إسبانيا (21 لاعباً)، إنجلترا (16 لاعباً)، وهولندا (12 لاعباً).
فوائد التكوين الأوروبييتمتع اللاعبون المولودون في أوروبا بميزات كبيرة أهمها:1. التدريب في أكاديميات كروية متطورة2. اللعب في ملاعب عالية الجودة3. اكتساب خبرات تنافسية مبكرةويؤكد عبد الغني جداوي المدرب السابق للمنتخب الجزائري أن “التدريب التأسيسي في أوروبا يمنح اللاعبين أساسيات تقنية وتكتيكية يصعب الحصول عليها في الأكاديميات الأفريقية”.
أبرز الأمثلة الناجحة– الجزائر (حاملة اللقب): تضم 11 لاعباً مولوداً في فرنسا- غينيا الاستوائية: 16 لاعباً مولوداً في إسبانيا ساهموا في تأهلها المفاجئ- جزر القمر: جميع لاعبيهم تقريباً مولودون في فرنسا
تغيير الجنسية الرياضيةبعد تخفيف قيود الفيفا، استفادت العديد من المنتخبات الأفريقية من لاعبين سبق لهم تمثيل منتخبات أوروبية في فئات عمرية مختلفة. ومن أبرز الأمثلة:- ويلفريد زاها (من إنجلترا إلى ساحل العاج)- منير الحدادي (من إسبانيا إلى المغرب)- ميكائيل ديرستام (من السويد إلى غينيا)
الاستثناءات الملحوظةتتميز ثلاث منتخبات فقط بعدم وجود أي لاعب مولود في الخارج بين صفوفها وهي:1. مصر2. إثيوبيا3. ملاوي
تأثير الظاهرة على مستقبل الكرة الأفريقيةتعكس هذه الظاهرة تحولاً استراتيجياً في سياسات اتحادات الكرة الأفريقية التي أصبحت تبحث بشكل منهجي عن المواهب ذات الأصول الأفريقية في أوروبا. كما تطرح تساؤلات حول مدى استفادة القارة من هذه الطفرة في تطوير بنيتها التحتية الكروية.
ختاماً، يبدو أن الاعتماد على اللاعبين المولودين في أوروبا سيستمر كاستراتيجية رئيسية للمنتخبات الأفريقية، مما يضمن لها منافسة أقوى في المحافل القارية والدولية، لكنه يظل بحاجة إلى موازنة مع تطوير المواهب المحلية لضمان استدامة النجاح.
