2025-10-03 05:48:55
بعد مسيرة حافلة بالإنجازات، قرر النجم النرويجي إرلينغ براوت-هالاند الاعتزال رسميًا من كرة القدم في عام 2040، والعودة إلى موطنه للنرويج لتحقيق حلمه القديم في رعاية الأبقار في مزرعته الشاسعة. يبلغ هالاند من العمر 40 عامًا، لكن لياقته البدنية ما زالت مذهلة بفضل أربعة عقود من الاهتمام الشديد بالتغذية الصحية والاعتناء بجسده.
يأتي قرار الاعتزال بعد أن سجل هالاند 1277 هدفًا وصنع 103 أهداف أخرى خلال مسيرته، ليصبح أحد أعظم الهدافين في تاريخ اللعبة. ورغم أن البعض كان يعتقد أنه قادر على الاستمرار لبضع سنوات إضافية والاقتراب من مجمل أهداف ميسي ورونالدو مجتمعين، إلا أن هالاند فضل إنهاء مسيرة رياضية استثنائية في ذروتها.
على الرغم من هذه الإنجازات الكبيرة، واجه هالاند طوال مسيرته انتقادات لاذعة وتنمرًا، حيث وصفه البعض بأنه يفتقر إلى المهارة الفردية، واعتبروه مجرد “آلة تسجيل أهداف” تعتمد على بنيته الجسدية القوية دون براعة تقنية حقيقية. حتى الإشادات التي تلقاها كانت تحمل في طياتها تنمرًا ضمنيًا، كمقارنته بـ”الفايكنغ” أو “المنهي” (Terminator)، في إشارة إلى اعتماده على القوة البدنية دون المهارة.
لكن الحقيقة أن ما يقدمه هالاند يتطلب مهارة فائقة، وإن كانت غير تقليدية. الفرق بين المتعة البصرية والمهارة الحقيقية هو ما سبب هذا الخلط، فالكفاءة في أداء المهمة – وهي هنا تسجيل الأهداف – لا تقل أهمية عن الأناقة في الأداء. هالاند أظهر براعة في التوقيت واللمسات الدقيقة والتحركات الذكية، خاصة في التعامل مع الكرات العرضية والتسديدات الصعبة.
ختامًا، يظل هالاند أحد أكثر اللاعبين تميزًا في تاريخ كرة القدم، ليس فقط لأرقامه القياسية، ولكن لشجاعته وفعاليته في الملعب. اعتزاله ليس نهاية لقصة نجاح، بل بداية لفصل جديد من حياته، يحقق فيه حلمًا شخصيًا طالما راوده.
