2025-07-31 10:07:47
بين أنقاض الحروب ومآسي اللجوء، وُلدت قصص ملهمة لنجوم كرة القدم الذين تحولوا من ضحايا الصراعات إلى أبطال عالميين. هؤلاء اللاعبون لم يسمحوا للمعاناة أن تحدد مصيرهم، بل حوّلوا التحديات إلى فرص، وبرزوا كرموز للأمل والإصرار.

لوكا مودريتش: من ملاجئ زادار إلى عرش الكرة العالمية
نشأ لوكا مودريتش في ظل حرب الاستقلال الكرواتية، حيث فقد جده وأُحرق منزله، واضطر للعيش في ملاجئ مؤقتة. لكن كرة القدم كانت ملاذه، فكان يتدرب في مواقف السيارات قبل أن يصبح أحد أعظم لاعبي الوسط في التاريخ. قاد منتخب كرواتيا إلى نهائي كأس العالم 2018، وفاز بجائزة الكرة الذهبية، ليصبح نموذجًا للإرادة التي تتحدى المستحيل.

ألفونسو ديفيز: من مخيم غانا إلى نجومية بايرن ميونخ
وُلد ديفيز في مخيم للاجئين في غانا بعد فرار والديه من الحرب الأهلية في ليبيريا. انتقل إلى كندا وعمره 5 سنوات، وانضم إلى دوري مجاني للأطفال المحتاجين. سرعان ما برزت موهبته، ليصبح أصغر لاعب في تاريخ منتخب كندا، ثم أحد أسرع اللاعبين في العالم مع بايرن ميونخ. اليوم، هو سفير النوايا الحسنة لوكالة اللاجئين، ويمثل قصة نجاح إنسانية بامتياز.

إدواردو كامافينغا: من اللجوء إلى نجومية ريال مدريد
هرب كامافينغا مع عائلته من الكونغو إلى أنغولا ثم فرنسا، حيث بدأ مسيرته الكروية. أصبح أصغر لاعب يسجل لمنتخب فرنسا منذ قرن، وانضم إلى ريال مدريد ليكون أحد أبرز نجومه. يقول بفخر: "أنا لاجئ سابق، وهذا لا يقلل من أحلامي".
فيكتور موزيس: من يتيم نيجيريا إلى بطل الدوري الإنجليزي
فرّ موزيس من أعمال عنف في نيجيريا وهو طفل، ووصل إلى بريطانيا وحيدًا. تبنته عائلة راعية، وبدأ مسيرته مع كريستال بالاس قبل أن يتألق مع تشلسي ويفوز بالدوري الإنجليزي. رغم غياب نيجيريا عن المونديال، يظل رمزًا للاجئين الذين يحققون المستحيل.
أوير مابيل: من كرة الجوارب إلى هدف التأهل لكأس العالم
وُلد مابيل في مخيم كاكوما في كينيا بعد فرار والديه من السودان. لعب بالجوارب الملفوفة قبل أن تكتشفه أستراليا، حيث سجل الهدف التاريخي الذي أوصلها إلى كأس العالم 2022، قائلاً: "هذا أقل ما يمكنني فعله لشكر بلدي الجديد".
خاتمة: عندما تتحول المعاناة إلى إنجاز
هؤلاء النجوم لم ينتظروا الظروف المثالية، بل صنعوا مجدهم بأنفسهم. قصصهم تثبت أن اللجوء ليس نهاية الطريق، بل بداية لقصة نجاح جديدة. هم ليسوا أبطالًا فقط على المستطيل الأخضر، بل في الحياة أيضًا.