2025-10-15 04:10:40
انطلقت أفراح المشجعين السويديين في مدرجات ملعب كرة القدم مع تسجيل القائد أندرياس غرانكفيست الهدف الأول من ركلة جزاء في مرمى المكسيك، لتبدأ رحلة تاريخية نحو التأهل إلى دور الستة عشر في بطولة كأس العالم بروسيا. لم يكن الهدف مجرد نقطة في شباك الخصم، بل كان إعلاناً عن ميلاد فريق جديد بقيادة جديدة، بعيداً عن ظل النجم الدولي زلاتان إبراهيموفيتش.
بثلاثية نظيفة، تأكدت سيطرة المنتخب السويدي على مجريات اللقاء، ليتصدر المجموعة السادسة متفوقاً على المكسيك التي احتلت المركز الثاني بفارق الأهداف. هذا الأداء الجماعي المتماسك جاء تتويجاً لرحلة إعادة بناء استمرت عامين، بعد اعتزال إبراهيموفيتش اللعب الدولي عام 2016.
الطريق إلى هذا الإنجاز لم يكن مفروشاً بالورود. فبعد الفوز على كوريا الجنوبية في المباراة الأولى، تعرض الفريق لخسارة قاسية أمام ألمانيا في الدقائق الأخيرة من المباراة. لكن الفريق استطاع تجاوز هذه المحنة، ليثبت أن الاعتماد على الروح الجماعية قد يكون أكثر فاعلية من الاعتماد على المهارات الفردية.
قائد الفريق الجديد، أندرياس غرانكفيست، قدم أداءً استثنائياً لم يقتصر على تسجيل الأهداف فقط، بل تجلى في قيادته للفريق وتحمله المسؤولية. مشاهد تأثره بعد نهاية المباراة وتصريحاته المشحونة بالعاطفة: “إنه أمر مذهل.. يا له من أداء رائع!”، كلها دلائل على روح الفريق الجديدة التي غرسها المدرب يان أندرسون.
قرار أندرسون برفض عودة إبراهيموفيتش للمنتخب بعد التأهل إلى المونديال، رغم الضغوط والإغراءات، يبدو الآن قراراً حكيماً. فالفريق الحالي يعتمد على مفهوم جديد يقوم على المسؤولية الجماعية والالتزام التكتيكي، بدلاً من الاعتماد علىindividual brilliance.
هذا التحول في فلسفة اللعب لم يأت من فراغ، بل جاء نتيجة رؤية استراتيجية بدأت بعد بطولة أوروبا 2016. حيث عمل أندرسون على إعادة بناء الفريق وفق الأسس التي ترتكز عليها الرياضة في السويد، مع التركيز على القيم الجماعية والعمل الجاد.
المنتخب السويدي الآن يستعد لمواجهة سويسرا في الدور المقبل، وهو يحمل معه ثقة جديدة وقناعة راسخة بأن طريق النجاح يكمن في العمل الجماعي والالتزام بالخطة. قصة تأهل السويد ليست مجرد قصة فوز في مباراة، بل هي قصة تحول ناجح من الاعتماد على النجم الواحد إلى بناء فريق متكامل.