2025-10-13 05:12:41
أظهرت الجماهير العراقية الحاضرة في مباريات بطولة كأس الخليج لكرة القدم “خليجي 25” بالبصرة نموذجاً رائعاً في الالتزام والحضارة، حيث أطلقت مبادرة تهدف إلى تنظيف المدرجات بعد انتهاء المباريات مباشرة. هذه المبادرة التطوعية تعكس مستوى الوعي والمسؤولية المجتمعية لدى الجماهير الرياضية العراقية، والتي تسعى إلى تقديم صورة مشرفة عن بلدها في المحافل الرياضية الدولية.
وانتشرت على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تظهر مجموعات من الشباب العراقي يتطوعون لتنظيف المدرجات وجمع النفايات بعد انتهاء المباريات، مستلهمين في ذلك الثقافة اليابانية المعروفة في هذا المجال. وقد لاقت هذه المبادرة ترحيباً واسعاً وإشادة كبيرة من قبل مختلف الشرائح المجتمعية داخل العراق وخارجه.
ولم تكن هذه المبادرة عفوية، بل جاءت نتيجة توعية مستمرة ودعوات متكررة من قبل شخصيات مؤثرة، حيث نشرت سفيرة الاتحاد العراقي لكرة القدم نبأ الدباغ مقطع فيديو عبر حسابها على إنستغرام حثت فيه الجماهير على إزالة القمامة والمحافظة على نظافة الملاعب. وجاء في دعوتها: “هذه الملاعب هي ملك لنا جميعاً، والمحافظة عليها مسؤولية جماعية”.
وقد عبّر المتطوعون المشاركون في هذه المبادرة عن فخرهم بهذه المسؤولية الوطنية، معتبرين أن الحفاظ على ممتلكات الدولة والممتلكات العامة هو واجب وطني وأخلاقي. وأكدوا أن هذه المبادرة تهدف إلى إيصال رسالة للعالم بأن الشعب العراقي شعب حضاري وواعٍ، قادر على تنظيم الفعاليات الكبرى واستضافة البطولات الرياضية بأفضل صورة.
وتأتي أهمية هذه المبادرة في ظل استضافة العراق لبطولة كأس الخليج العربي بعد غياب 44 عاماً عن استضافة البطولات الرياضية الكبرى، حيث تسعى البلاد إلى تقديم أفضل صورة ممكنة عن قدرتها التنظيمية واستعدادها لاستضافة الأحداث الرياضية الدولية. وقد أشاد العديد من المراقبين الدوليين بهذه المبادرة، معتبرين أنها تعكس تطوراً إيجابياً في الثقافة الرياضية العراقية.
ويطالب نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي جميع الجماهير التي ستحضر المباريات القادمة بالمحافظة على هذه الروح الإيجابية، والاستمرار في دعم هذه المبادرة الوطنية، التي لا تقل أهمية عن التشجيع والحماس للفرق الرياضية. كما يؤكدون أن نظافة الملاعب والمرافق الرياضية سيكون لها أثر كبير في قرارات الاتحادات الرياضية الدولية فيما يخص استضافة العراق للبطولات الرياضية المستقبلية.
هذه المبادرة التطوعية ليست مجرد حملة تنظيف عابرة، بل هي رسالة قوية تثبت أن الجماهير العراقية قادرة على المساهمة الفعالة في إنجاح الفعاليات الرياضية الكبرى، وأن الوعي المجتمعي والمسؤولية الوطنية هما الأساس في بناء صورة مشرفة للعراق في المحافل الدولية.
