2025-10-17 04:14:32
في بطولة أمم أفريقيا 2017 التي استضافتها الغابون، كتبت الكاميرون واحدة من أبرز قصص المفاجآت في تاريخ كرة القدم الأفريقية. فبعد غياب دام 15 عاماً عن منصات التتويج، استطاع منتخب “الأسود غير المروضة” أن يحرز لقبه القاري الخامس متغلباً على كل التحديات والصعوبات.
كانت رحلة الكاميرون نحو اللقب استثنائية بكل المقاييس. فقبل البطولة بأيام، واجه المدرب الهولندي هوغو بروس أزمة حادة عندما رفض ثمانية من أبرز لاعبي المنتخب المشاركة في البطولة بسبب التزاماتهم مع أنديتهم الأوروبية. هذا التمرد غير المتوقع أجبر بروس على الاعتماد على تشكيلة شابة تفتقر للخبرة الدولية، مما جعل الخبراء يستبعدون فرص الكاميرون في المنافسة على اللقب.
لكن المفاجأة بدأت تتبلور مع تقدم البطولة. فبعد أداء متواضع في دور المجموعات، استطاع المنتخب الكاميروني تجاوز عقبة السنغال الصعبة في ربع النهائي بركلات الترجيح، ثم انتصر على غانا في نصف النهائي، ليصل إلى المباراة النهائية حيث واجه منتخب مصر الذي كان يسعى للفوز بلقبه الثامن.
في المباراة النهائية، قدم الكاميرون عرضاً بطولياً واستطاع الفوز بهدفين مقابل هدف واحد، محققاً واحدة من أكبر مفاجآت البطولة. وقال المدرب بروس بعد المباراة: “تحولنا من مجرد تشكيلة إلى أسرة متماسكة، الإرادة والروح القتالية كانتا سر نجاحنا”.
هذا الإنجاز لم يكن مجرد فوز بلقب قاري، بل كان رسالة قوية عن أهمية العمل الجماعي والإرادة في تحقيق المستحيل. كما أضاف البطولة لمسة من الإثارة والحماس التي كانت تنقص بعض نسخ البطولة السابقة.
سيحمل هذا الإنجاز الكاميروني دلالات كبيرة للمستقبل، حيث سيمثل المنتخب الكاميروني أفريقيا في كأس القارات 2017، وسيستضيف بطولة أمم أفريقيا 2019. قصة الكاميرون في الغابون 2017 ستظل محفورة في ذاكرة عشاق كرة القدم الأفريقية كأحد أبرز قصص التحدي والنجاح في تاريخ البطولة.
