2025-10-14 04:05:54
تشهد الساحة الكروية الأوروبية عاصفة غير مسبوقة بعد إعلان 12 نادياً من أعرق الأندية الأوروبية عن تأسيس دوري السوبر الأوروبي، الذي يعد ثورة على البطولات التقليدية تحت مظلة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا).
بدأت فكرة الدوري الجديد في التبلور عام 2019، وعادت للواجهة في أكتوبر الماضي عندما أعلن رئيس برشلونة آنذاك جوسيب ماريا بارتوميو موافقة النادي على الانضمام للمسابقة الوليدة. وفي يناير الماضي، كشفت تقارير إعلامية عن وثيقة مفصلة للخطة، مما دفع الفيفا واليويفا إلى التحذير بمنع أي لاعب يشارك في البطولة الانفصالية من المنافسات الدولية.
ضمت القائمة الأولية 12 نادياً من إسبانيا (ريال مدريد، برشلونة، أتلتيكو مدريد)، وإنجلترا (مانشستر يونايتد، ليفربول، مانشستر سيتي، تشلسي، أرسنال، توتنهام)، وإيطاليا (ميلان، إنتر ميلان، يوفنتوس)، مع خطط لزيادة العدد إلى 15 نادياً.
لكن الهجوم الواسع من الجهات السياسية والرياضية والجماهيرية أدى إلى انسحاب متتالي للأندية، بدءاً من تشلسي ومانشستر سيتي، ثم باقي الأندية الإنجليزية، وأعقبها إنتر ميلان وأتلتيكو مدريد.
رغم ذلك، أصر فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد على أن الدوري لم يمت وسيظهر بصيغة مختلفة. ويرجع الدافع الأساسي للأندية إلى الرغبة في الحصول على حصة أكبر من العوائد المالية، خاصة بعد الخسائر الفادحة بسبب جائحة كورونا.
من المقرر أن تقام المباريات في منتصف الأسبوع لتجنب تعارضها مع الدوريات المحلية، وسيشارك 15 نادياً مؤسساً بشكل دائم، مع اختيار 5 أندية إضافية سنوياً حسب الأداء.
سيحصل الأندية المؤسسة على 3.5 مليار يورو كتمويل أولي، وسيحصل البطل على 400 مليون يورو، وهو ما يفوز بثلاثة أضعاف جائزة دوري الأبطال. وتقدر عائدات البث التلفزيوني بنحو 10 مليارات يورو.
واجه المشروع معارضة قوية من الاتحادات المحلية والدولية، حيث وصفه رئيس الفيفا جياني إنفانتينو بأنه “مغلق وانفصالي”، بينما هاجمه رئيس اليويفا ألكسندر تشيفرين قائلاً: “الأنانية حلت محل التضامن”.
يبقى مصير دوري السوبر الأوروبي معلقاً بين رغبة الأندية في تحقيق عوائد مالية أكبر ودفاع المؤسسات التقليدية عن قيم التضامن والمنافسة الرياضية، في معركة تعيد تشكيل مستقبل كرة القدم الأوروبية.
