2025-10-15 05:17:25
في ضواحي باريس، يجلس الشيخ عيسى وهو يمسك بقطعة من لحاء الشجر وزجاجة دواء أصفر، مدعياً قدرته على علاج الإصابات ودرء “العين الشريرة” التي يعتقد أنها تطارد نجوم كرة القدم. هذه المشاهد التي كانت خفية عن أعين الجمهور، خرجت إلى العلن بعد فضيحة بول بوغبا الذي اتُهم بإلقاء تعويذة على زميله كيليان مبابي.
وفقاً للشيخ عيسى، الذي طلب إخفاء اسمه الحقيقي، فإن الغيرة في كرة القدم تدفع العديد من اللاعبين المحترفين للجوء إلى المعالجين التقليديين. يدعي هذا الرجل البالغ 45 عاماً، والذي يدير أيضاً شركة تنظيف، أنه ورث هذه “الهدية” من والديه ويتخصص في استخدام النباتات واللحاء لعلاج عملائه الذين يأتون من خلفيات متنوعة.
القضية لم تعد مجرد شائعات بعد أن كشف شقيق بوغبا الأكبر أن اللاعب دفع لطبيب ساحر لتعويذة ضد مبابي، though denies the allegations. وتكشف الإحصاءات أن 30% من الفرنسيين يؤمنون بنوع من السحر، مما يفسر انتشار هذه الممارسات.
ينقسم الخبراء في تقييم هذه الظاهرة. عالم الأنثروبولوجيا جان بيار أوليفييه دي ساردان يرى أن بعض المعالجين يشبهون المعالجين النفسيين، بينما آخرون هم مجرد محتالين. وتتدخل الشرطة الفرنسية فقط عند وجود شكاوى بالاحتيال أو ممارسة الطب غير القانوني.
في العالم الرياضي حيث المسيرة المهنية قصيرة والإصابات قد تكون كارثية، يبحث اللاعبون عن أي وسيلة للحماية والنجاح. لكن كما حذر القس تيبو، فإن ما يفعله هؤلاء المعالجون “خطير للغاية”. وتجربة اللاعب السابق جيل يابي يابو الذي خسر 200 ألف يورو تثبت أن بعض الضحايا يقعون في دوامة من الخداع والتهديد.
تبقى هذه الممارسات محل جدل بين الاعتراف بها كجزء من التراث الثقافي ومعالجتها كاستغلال واحتيال، في ظل صراع بين التقاليد الأفريقية والواقع الحديث في عالم كرة القدم.