2025-10-15 04:31:39
شكل الإقصاء المبكر لمنتخب مصر من دور الـ16 في كأس الأمم الأفريقية 2019 صدمةً للجماهير المصرية والصحف المحلية على حد سواء، حيث لم تتردد وسائل الإعلام في توجيه انتقادات حادة للأداء المخيب للفراعنة، مع التركيز على الأخطاء التكتيكية والإدارية التي أدت إلى هذه النتيجة غير المتوقعة.
فبعد الخسارة المفاجئة أمام جنوب أفريقيا بهدفٍ وحيد سُجِّل في الدقيقة 85، انهالت التعليقات التي وصفت هذا الإخفاق بأنه “خيبة أمل لملايين المشجعين” و”سقوطٌ مدوٍّ” لمنتخب كان يُعد من أبرز المرشحين للفوز باللقب، خاصةً وأن البطولة تُقام على أرضه وبمشاركة جماهيرية غفيرة بلغت 75 ألف متفرج في ملعب القاهرة الدولي.
لم تكتفِ الصحف بوصف المشاعر السلبية المصاحبة للخسارة، بل تناولت بالتحليل أسباب هذه النتيجة الكارثية. صحيفة “الأخبار” عنونت تقريرها بـ”منتخبنا يخذل الملايين ويودع أمم أفريقيا”، مشيرةً إلى أن الخيارات التكتيكية للمدرب المكسيكي خافيير أغيري كانت محط تساؤلات حادة منذ بداية البطولة. كما أشارت إلى أن أغيري، الذي تحمل المسؤولية علناً بعد المباراة، لم يستطع تبرير أداء اللاعبين أو اختياراته التي اعتبرها الكثيرون غير موفقة.
من جانبها، وصفت صحيفة “الأهرام” شبه الحكومية الخسارة بأنها “واحدة من أكبر مفاجآت الكان 2019″، ورأت أن الجهاز الفني للمنتخب هو المسؤول الأول عن هذا الإخفاق، بدءاً من اختيار اللاعبين ووصولاً إلى التكتيكات المتبعة خلال المباراة. كما أشارت إلى أن أغيري، الذي تولى تدريب المنتخب خلفاً للأرجنتيني هيكتور كوبر، لم يتمكن من تحقيق الاستقرار المطلوب ولم يستفد من إمكانيات اللاعبين بالشكل الأمثل.
أما صحيفة “الوطن”، فتحدثت عن “تبخر الحلم” بسبب الأخطاء الكارثية للمدرب وإهدار الفرص السهلة أمام مرمى جنوب أفريقيا، وهو ما يعكس ضعفاً في الأداء الهجومي للمنتخب على الرغم من امتلاكه بعضاً من أفضل اللاعبين في القارة.
كما لم تُغفل وسائل الإعلام تناول الجدل الإضافي الذي رافق المنتخب خلال البطولة، ولا سيما قضية اللاعب عمرو وردة الذي استُبعد في البداية بسبب accusations تحرش، قبل أن يعود مرة أخرى بدعم من زملائه والجمهور. وقد شارك وردة في مباراة جنوب أفريقيا كلاعب بديل، وحظي بترحيب حار من المشجعين، مما أضاف بعداً آخر للأزمة التي عصفت بالمنتخب.
في النهاية، يبقى السؤال الأكبر: كيف سيتم إعادة بناء الثقة بين الجماهير والمنتخب؟ مع استقالة رئيس الاتحاد هاني أبو ريدة وإقالة الجهاز الفني بالكامل، تدخل كرة القدم المصرية مرحلة جديدة من التحديات، حيث يتعين على المسؤولين الجدد العمل على معالجة أوجه القصور ووضع استراتيجية واضحة لاستعادة مكانة الفراعنة في المحافل القارية والعالمية.
