2025-08-21 04:41:14
تتصاعد الأزمات التي تواجه اللجنة المنظمة لأولمبياد باريس 2024، حيث شهدت العاصمة الفرنسية اليوم الثلاثاء إضراباً جديداً لعمال السكك الحديدية، مما أثار مخاوف جدية حول قدرة المدينة على استضافة الحدث الرياضي العالمي بسلاسة. يأتي هذا الإضراب في إطار الضغط على شركة السكك الحديدية الوطنية قبل مفاوضات العمل الحاسمة التي تتم مراقبتها عن كثب بسبب تزامنها مع الاستعدادات النهائية للأولمبياد.
تأثير الإضرابات على حركة النقل
يعاني المسافرون في باريس من اضطرابات كبيرة في حركة النقل بسبب الإضراب الحالي، حيث أعلنت الشركة الوطنية للسكك الحديدية عن تقليص كبير في عدد القطارات العاملة. وتشير التقديرات إلى أن:
- يعمل قطار واحد فقط من كل قطارين على الخط الرئيسي الممتد من الشمال إلى الجنوب
- لا يتجاوز عدد القطارات العاملة على الخطوط الأخرى قطاراً أو اثنين من كل خمسة قطارات
- الخط الممتد من الغرب إلى الشرق هو الوحيد الذي لم يتأثر بشكل كبير بسبب اختلاف الجهة المشغلة له
مفاوضات مصيرية على الطريق
من المقرر أن تجتمع إدارة الشركة الوطنية للسكك الحديدية مع ممثلي النقابات العمالية يوم الأربعاء في جلسة مفاوضات حاسمة تهدف إلى إبرام اتفاق بشأن ظروف العمل والمكافآت خلال فترة الأولمبياد. وتكتسب هذه المفاوضات أهمية استثنائية نظراً لدور شبكة السكك الحديدية الحيوي في نقل الملايين من المشاهدين والرياضيين بين منافسات الأولمبياد المختلفة.
تهديدات إضرابية متعددة القطاعات
لا تقتصر التهديدات الإضرابية على قطاع النقل فحسب، حيث أفادت تقارير إعلامية عن نية عمال في عدد من المستشفيات باريسية للانضمام إلى حركة الإضراب خلال فترة الأولمبياد. وتشكل هذه النزاعات العمالية في القطاعات الحيوية تحدياً كبيراً للمنظمين الذين يسعون جاهدين لضمان سير الألعاب بسلاسة.
جهود حكومية لاحتواء الأزمة
تعكف الحكومة الفرنسية منذ أكثر من عام على عقد سلسلة من الاجتماعات مع نقابات الخدمة العامة في محاولة لضمان تغطية كافة الاحتياجات التشغيلية خلال دورة الألعاب الأولمبية المقرر إقامتها من 26 يوليو/تموز إلى 11 أغسطس/آب المقبلين. ويأتي هذا التوقيت حساساً بشكل خاص كونه يتزامن مع ذروة موسم العطلات في فرنسا، مما يزيد من الضغوط على البنية التحتية والخدمات في العاصمة.
تداعيات محتملة على سمعة باريس
يخشى مراقبون من أن تستمر هذه الأزمات العمالية في إلقاء بظلالها على الاستعدادات النهائية للأولمبياد، مما قد يؤثر سلباً على صورة باريس كمدينة مضيفة قادرة على تنظيم حدث بهذا الحجم والتعقيد. وتزداد هذه المخاوف مع اقتراب موعد انطلاق الألعاب وعدم التوصل بعد إلى حلول دائمة للنزاعات العمالية القائمة.
