2025-10-12 04:53:41
شهد حفل تتويج الأرجنتين بلقب كأس العالم قطر 2022 لحظة ثقافية فريدة عندما قام أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بتقليد قائد المنتخب الأرجنتيني ليونيل ميسي “البشت” العربي التقليدي، في مشهد تاريخي جمع بين التراث العربي والعالمية الكروية.
البشت العربي، ذلك الرداء الأسود المطرز بخيوط ذهبية، يحمل في الثقافة العربية دلالات عميقة ترمز إلى الملوكية والثروة والفروسية والحكمة. تقديم هذا الرداء لنجم كرة القدم يعتبر أعلى تكريم يمكن أن يحصل عليه أي شخص في العالم العربي، خاصة عندما يصدر هذا التكريم من أمير دولة عربية.
هذه اللحظة التاريخية لم تكن مجرد طقس شكلي، بل تحولت إلى ظاهرة ثقافية واجتماعية واسعة. فقد أثار ارتداء ميسي للبشت العربي اهتماماً عالمياً بالتراث العربي، حيث سارع العديد من الشخصيات العربية البارزة إلى التعبير عن رغبتهم في امتلاك هذا القطعة التاريخية.
ومن أبرز هذه الشخصيات المحامي العماني أحمد البرواني، عضو مجلس الشورى، الذي قدم عرضاً مذهلاً بقيمة مليون دولار أمريكي لشراء البشت من ميسي. عبر البرواني في تغريدة على تويتر عن إعجابه باللحظة التاريخية، معتبراً أنها فرصة لعالمية الثقافة العربية وإبراز قيم الشهامة والحكمة العربية الأصيلة.
لكن يبدو أن القيمة المعنوية لهذا التكريم تفوق أي قيمة مادية. فمن غير المرجح أن يتخلى ميسي عن هذه القطعة التي تمثل ذروة التقدير والاحترام الذي حظي به، خاصة أنها تأتي من ثقافة مختلفة تماماً عن خلفيته الثقافية.
هذه الواقعة لم تكن مجرد حدث عابر، بل أصبحت محطة ثقافية مهمة في تاريخ كأس العالم. فقد ساهمت في تعريف العالم بالتراث العربي الأصيل، وأظهرت كيف يمكن للرياضة أن تكون جسراً بين الثقافات والحضارات المختلفة.
كما كان لهذا الحدث تأثير اقتصادي ملحوظ، حيث شهدت محلات بيع البشت في سوق واقف بالدوحة إقبالاً غير مسبوق من الزبائن العرب والأجانب الراغبين في اقتناء هذا الرداء التقليدي، مما يعكس التأثير الثقافي والاقتصادي الكبير لهذه اللحظة التاريخية.
من المتوقع أن يجد البشت مكانه في متحف ميسي في مسقط رأسه روزاريو بالأرجنتين، ليصبح شاهدا على اللحظة التي جمعت بين أمير عربي ونجم كرة قدم عالمي في مشهد ثقافي فريد سيبقى محفوراً في ذاكرة التاريخ الرياضي والثقافي.