2025-09-12 05:36:39
في مشهد مؤثر جمع بين الأصالة والحداثة، برز اسم اللاعب الشاب بلال الخنوس (18 عاماً) كواحد من أبرز الوجوه الشابة التي أثرت في مسيرة المنتخب المغربي التاريخية في كأس العالم 2022 بقطر، حيث أصبح أصغر لاعب عربي يشارك في المونديال بعمر 18 عاماً و221 يوماً فقط.
رحلة مثيرة من بروكسل إلى الدوحة
وُلد الخنوس في الضواحي الشمالية للعاصمة البلجيكية بروكسل، وهو أحد 14 لاعبا في تشكيلة المغرب المولودين خارج البلاد. بدأ مسيرته الكروية في أكاديمية نادي أندرلخت العريق قبل أن ينتقل إلى غنك بعمر 15 عاماً، حيث قال وقتها: “بعد 10 سنوات رائعة في أندرلخت حان الوقت لتحد جديد”.
اختيار الهوية والانتماء
على الرغم من دفاعه عن منتخبات بلجيكا للفئات العمرية تحت 15 و16 و18 عاماً، إلا أن نداء الجذور كان أقوى. وكشفت والدته أن جدّه طلب منه اللعب مع بلد جذوره إذا امتلك الخيار، وهو ما تحقق بالفعل. وعن هذا القرار قال الخنوس: “اختيار المغرب قرار نهائي بالنسبة لي، وأنا فخور جدا بفعل ذلك من أجل أجدادي”.
لحظات تاريخية في المونديال
شارك الخنوس في المباراة الحاسمة ضد كرواتيا لتحديد صاحب المركز الثالث، حيث دفع به المدرب وليد الركراكي ضمن التشكيلة الأساسية. بدأ اللاعب الشاب المباراة ببعض الارتباك، لكنه سرعان ما استجمع قواه بمساعدة قائد الفريق حكيم زياش، الذي يعتبره قدوته.
أداء مشرف وإمكانيات واعدة
أظهر الخنوس أداءً مشرفاً خلال مشاركته، حيث سجل مردوده الهجومي الأول في الدقيقة 32 بتمريرة حاسمة لسفيان بوفال. ويقول فاوتر فرانكن مدرب نادي غنك عنه: “يضيف بلال الاستقرار إلى الفريق، لكني أعتقد أن بمقدوره أن يكون أكثر حسماً. لا يمكن العمل على ذلك سوى بخوض المباريات”.
فخر العائلة والجماهير
لم تخفِ عائلة الخنوس مشاعر الفخر والفرح بهذا الإنجاز الكبير. وقال والده بعينين دامعتين: “هو سعيد جدا جدا، فوق الغيوم. هذه تجربة جميلة جدا لشاب بعمر الـ18.. لم نكن نتوقع استدعاءه إلى التشكيلة أبدا، أصابتنا القشعريرة عندما استُدعي”.
مستقبل واعد
بقيمة سوقية تقدر بـ4.5 ملايين يورو بحسب موقع “ترانسفير ماركت”، يبدو مستقبل هذا اللاعب الموهوب مشرقاً. تجربته في المونديال رغم صغر سنه تشير إلى أنه قد يصبح أحد أبرز نجوم الكرة المغربية والعربية في السنوات القادمة، خاصة مع تواضعه الكبير وإدراكه لقيمة هذه الفرصة، حيث قال: “لا أصدّق أني أعيش هذه التجربة في عمر الـ18”.
