2025-09-30 05:24:26
لم يكن المهاجم المغربي أيوب الكعبي يتخيل أنه خلال عام واحد فقط سينتقل من كونه لاجئاً بسبب الزلزال المدمر في تركيا إلى بطل قاري يحمل لقب دوري المؤتمر الأوروبي مع أولمبياكوس اليوناني. قصة الكعبي تمثل نموذجاً ملهماً للصمود والتفوق في عالم كرة القدم.
في فبراير 2023، وجد الكعبي نفسه فجأة بدون نادٍ بعد انسحاب هاتاي سبور التركي من الدوري بسبب الزلزال المدمر الذي دمر مقر النادي. الانتقال إلى السد القطري كان محطة عبور ضرورية، لكنها لم تكن النهاية التي يتطلع إليها المهاجم المغربي الطموح.
الانضمام إلى أولمبياكوس في صيف 2023 كان نقطة التحول الحقيقية في مسيرة الكعبي. مع النادي اليوناني، استطاع المغربي أن يثبت قدراته التهديفية المميزة، حيث أنهى الموسم كثاني أفضل هدافي الدوري اليوناني برصيد 17 هدفاً.
لكن الإنجاز الأكبر كان في البطولة الأوروبية. سجل الكعبي 16 هدفاً في 19 مباراة بأوروبا هذا الموسم، محطماً الأرقام القياسية. أصبح أول لاعب إفريقي في التاريخ يسجل هذا العدد من الأهداف في موسم واحد بالمسابقات القارية، متجاوزاً أسماء كبيرة مثل كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة.
اللحظة التاريخية جاءت في نهائي دوري المؤتمر الأوروبي ضد فيورنتينا الإيطالي. في الدقيقة 116 من المباراة، سجل الكعبي الهدف التاريخي الذي منح أولمبياكوس وأيضاً اليونان أول لقب قاري في تاريخها.
هذا الإنجاز جعل رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس يصف النادي بـ”الأسطورة الحقيقية”، فيما عبر الكعبي عن سعادته قائلاً: “فزنا باللقب معاً جميعاً. نحن عائلة واحدة”.
قصة صعود الكعبي من الدوري المغربي، حيث كان هداف الموسم 2021-2020 برصيد 18 هدفاً، إلى البطولة الأوروبية، تثبت أن الموهبة الحقيقية لا يمكن أن تظل مخفية إلى الأبد. الآن، وبعد هذا الإنجاز التاريخي، ارتفعت أسهم الكعبي بشكل كبير على مستوى الأندية الأوروبية والمنتخب المغربي.
الكعبي لم يكن مجرد هداف عادي، بل كان رمزاً للعزيمة والإصرار، доказа bahwa بالإرادة والتصميم يمكن تحويل المحن إلى منح، والهزائم إلى انتصارات تاريخية تخلد في سجلات كرة القدم العالمية.
