2025-10-10 05:30:18
في تطور لافت للمشهد الكروي العالمي، يقترب الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) من تنفيذ مشروع دوري السوبر الأفريقي، وذلك في وقت تشهد فيه الخطط الأوروبية المماثلة تراجعاً ملحوظاً. يأتي هذا التحرك الأفريقي الطموح مدعوماً بموقف داعم لخطط الاتحاد الدولي (فيفا) الرامية إلى إقامة كأس العالم كل عامين بدلاً من أربعة.
من المتوقع أن يحظى مقترح إقامة كأس العالم كل عامين بدعم كبير من الأعضاء الـ54 للاتحاد الأفريقي، وذلك خلال الجمعية العمومية الطارئة المقرر عقدها في القاهرة. هذه الجمعية تمثل اللقاء الاستثنائي الثاني لأعضاء الكاف خلال العام الجاري، بعد الانتخابات التاريخية التي شهدتها الرباط في مارس الماضي وأسفرت عن انتخاب باتريس موتسيبي رئيساً للاتحاد القاري.
الرئيس موتسيبي، الذي أصبح حليفاً مقرباً لرئيس الفيفا جياني إنفانتينو، قد عبر صراحة عن دعمه الكامل لفكرة تنظيم كأس العالم كل عامين. وفي مؤتمر صحفي عقد الشهر الماضي، أوضح موتسيبي أن “من أكبر فوائد إقامة كأس العالم كل عامين تنمية الدول”، مؤكداً على الجوانب التنموية والإقتصادية الإيجابية التي يمكن أن تجنيها القارة الأفريقية من هذه الخطوة.
في المقابل، واجهت خطط إنفانتينو لزيادة نسخ كأس العالم معارضة شديدة من اتحادات القارة الأوروبية والأمريكية الجنوبية، مما يجعل الدعم الأفريقي عاملاً حاسماً في مصير هذه المبادرة. ويبدو أن الكاف يسير بثبات نحو تأييد كامل لرؤية إنفانتينو، مما يعكس تحولاً استراتيجياً في موازين القوى داخل المنظومة الكروية العالمية.
بالتوازي مع دعمه لخطة كأس العالم كل عامين، من المتوقع أن يطلب الكاف موافقة رسمية على تأسيس دوري السوبر الأفريقي بمشاركة 20 فريقاً بشكل ثابت، مع إمكانية تغيير فريق واحد أو اثنين كل موسم. هذا المشروع الطموح يهدف إلى إنشاء مسابقة جديدة تختلف عن البطولات القائمة التي وصفها موتسيبي بأنها “مقيدة باتفاقات ولا تجلب أموالاً كافية”.
ما يميز الموقف الأفريقي هو الإصرار على المضي قدماً في مشروع السوبر الأفريقي رغم الفشل الذي لاقته الخطط المماثلة في أوروبا. هذا التحدي يعكس رؤية جديدة للكرة الأفريقية تسعى لتحقيق استقلالية مالية وتنظيمية، والاستفادة من الفرص المتاحة لتعزيز مكانة القارة على الخريطة الكروية العالمية.
الجمعة المقبلة في القارة ستشهد لحظة فارقة في تاريخ الكرة الأفريقية، حيث من المتوقع أن تُعتمد قرارات تاريخية قد تغير وجه الكرة في القارة السمراء إلى الأبد. هذه التطورات تعكس نهجاً جديداً في إدارة الشؤون الكروية الأفريقية، قائماً على الشجاعة في اتخاذ القرارات والاستقلالية في التخطيط الاستراتيجي.
بينما تستعد القارة الأفريقية لهذه التحولات الكبرى، يترقب العالم الرياضي نتائج هذه القرارات التي قد تشكل مستقبل الكرة العالمية في السنوات القادمة. النجاح في هذه المبادرات قد يمنح الكرة الأفريقية نفوذاً أكبر ومكانة أرفع في المنظومة الكروية الدولية.
