2025-10-18 05:15:26
مع اقتراب موعد الإعلان عن اختيار البلد المستضيف لنسخة 2026 من كأس العالم لكرة القدم، تشتعل المنافسة بين الملف المغربي والتحالف الثلاثي للولايات المتحدة وكندا والمكسيك. هذا السباق المحتدم يطرح تساؤلات حول إمكانية المغرب في منافسة قوى كروية واقتصادية كبرى تمتلك إمكانيات هائلة.
يتميز الملف المغربي بالشغف الكروي الذي تعيشه الجماهير المغربية، حيث تعتبر كرة القدم جزءاً لا يتجزأ من الثقافة اليومية. هذا العامل الثقافي يقابله في الجانب الآخر محدودية الاهتمام الجماهيري في الدول الثلاثة، باستثناء المكسيك التي تتمتع بشعبية كروية ملحوظة. كما أن القرب الجغرافي من أوروبا وعدم وجود فارق توقيت كبير يعزز فرص المغرب في كسب تأييد الاتحادات الأوروبية.
من الناحية اللوجستية، يواجه الملف المغربي تحدي البنية التحتية حيث يتوفر حالياً على خمسة ملاعب جاهزة فقط من أصل 12 ملعباً مطلوباً. لكن المغرب يعرض خطة مبتكرة لإنشاء ملاعب بقدرات استيعاب قابلة للتعديل، مما يضمن استدامتها ويتفادى مشكلة الملاعب المهجورة التي عانت منها جنوب أفريقيا بعد مونديال 2010.
في المقابل، يتميز التحالف الثلاثي بتوفر بنية تحتية جاهزة وملاعب متطورة تستوعب في المتوسط 68 ألف متفرج، مع تكاليف تنظيم منخفضة. لكن هذا الملف يحمل أيضاً تحديات كبيرة، أبرزها البعد الجغرافي الشاسع بين المدن المستضيفة الذي سيشكل عبئاً على المنتخبات والجماهير، بالإضافة إلى التوترات السياسية المحتملة بين المكسيك والولايات المتحدة.
آلية التصويت الجديدة التي اعتمدها الفيفا بعد فضائح الفساد تشكل عاملاً حاسماً في هذا السباق، حيث انتقلت سلطة الاختيار من اللجنة التنفيذية إلى ممثلي الاتحادات الأعضاء البالغ عددهم 211 اتحاداً. وحتى الآن، يتمتع المغرب بتأييد 56 اتحاداً أفريقياً، بينما يحصل التحالف الثلاثي على دعم 10 اتحادات من أمريكا الجنوبية، ويراهن على كسب تأييد اتحادات آسيا وأفريقيا.
مع استمرار حرب الدبلوماسية الكروية، يبقى السباق مفتوحاً حتى اللحظة الأخيرة، حيث سيتم الإعلان عن البلد المستضيف خلال اجتماع الجمعية العمومية للفيفا في 14 يونيو/حزيران المقبل، في قرار سيحدد مصير أكبر حدث كروي عالمي للسنوات الثماني المقبلة.
