2025-09-18 06:30:43
أثارت التصريحات المسيئة التي أدلى بها اللاعب الألماني السابق ساندرو فاغنر خلال تعليقه على مباراة منتخب بلاده أمام إسبانيا في كأس العالم 2022 بقطر، عاصفة من الغضب والاستنكار في الأوساط العربية. وجاءت تعليقات فاغنر التي سخر فيها من الزي القطري التقليدي الذي يرتديه المشجعون العرب، في وقت تشهد فيه البطولة العالمية تفاعلاً إيجابياً غير مسبوق مع الثقافة العربية.
ووصف فاغنر خلال البث المباشر على قناة “ZDF” الألمانية، الزي التقليدي للرجال في الخليج بأنه “أردية استحمام”، في تعليق استفزازي أظهر جهلاً فاضحاً بثقافات المنطقة وتقاليدها. وقد أجبرت موجة الانتقادات اللاذعة التي تعرض لها اللاعب والقناة الناقلة للحدث، فاغنر على تقديم اعتذار نصفه قال فيه إن تعليقاته كانت “غير مدروسة وغير لائقة”.
غير أن اعتذار فاغنر لم يُقنع المتابعين العرب، الذين وصفوه بالاعتذار البارد والسخيف، خاصة أنه حاول تبرير تصريحاته بأنها صدرت في “لحظة عاطفية”. وأكد نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي أن مثل هذه التصريحات تعكس نظرة عنصرية متجذرة في بعض الأوساط الأوروبية تجاه الثقافة العربية.
وكتب الصحفي الرياضي ريان الجدعاني على تويتر: “كأس العالم 2022 نجحت في فضح عنصرية ألمانيا”، معتبراً أن البرامج الإعلامية الألمانية التي كانت تحاول تقديم صورة مشرقة عن ألمانيا “فشلت فشلاً ذريعاً”. من جانبه، علق المغرد جهاد المريخي بالقول: “السياح العرب عند زيارة ألمانيا يحترمون زيكم الشعبي ويشترونه ولا يتهكمون على عاداتكم”.
ويأتي هذا الحادث في سياق سلسلة من المواقف المثيرة للجدل التي اتخذها المنتخب الألماني خلال البطولة، بدءاً من تغطية الأفواه أثناء الصورة الرسمية احتجاجاً على قرار FIFA، ومروراً بالانتقادات المستمرة لقطر كدولة مضيفة. ويرى مراقبون أن هذه المواقف تعكس ازدواجية المعايير ونظرة استعلائية من بعض الأوروبيين.
وقد دعت العديد من الجهات العربية إلى مقاطعة القناة الألمانية والمعلقين الذين يتبنون خطاباً عنصرياً، مع التأكيد على أهمية احترام الثقافات المختلفة وخصوصياتها. وجدد المتابعون الدعوة إلى ضرورة معاقبة مثل هذه التصريحات المسيئة، وعدم الاكتفاع بالاعتذارات الشكلية التي لا تعكس ندمًا حقيقياً على الإساءة للثقافات الأخرى.
يذكر أن بطولة كأس العالم 2022 في قطر شهدت تفاعلاً عالمياً إيجابياً مع الثقافة العربية، حيث أعرب العديد من اللاعبين والمدربين والمشجعين الأجانب عن إعجابهم بالترحيب القطري والحضارة العربية الغنية، مما يجعل من تصريحات فاغنر استثناءً غير مقبول في حدث رياضي يجمع العالم تحت شعار الوحدة والتسامح.
