2025-10-14 04:27:36
سيشهد لقاء المنتخبين المغربي والفرنسي في نصف نهائي كأس العالم 2022 مواجهة استثنائية تجمع بين مدرب المغرب وليد الركراكي والمهاجم الفرنسي أوليفييه جيرو، ليس فقط كلاعب ومدرب، بل كزميلين سابقين جمعتهما ذكريات مشتركة في نادي غرنوبل الفرنسي قبل 15 عاماً.
ففي موسم 2006-2007، كان الثنائي يلعبان معاً في صفوف نادي غرنوبل المنتمي لدوري الدرجة الثانية الفرنسي. في تلك الفترة، كان الركراكي الظهير الأيمن المخضرم الذي يقترب من نهاية مسيرته الكروية، بينما كان جيرو مجرد شاب صاعد يبلغ من العمر 20 عاماً فقط. الفارق العمري بينهما الذي يصل إلى 11 عاماً لم يمنع من تكون صداقة وعلاقة زمالة قوية.
المدير الرياضي السابق لنادي غرنوبل برتران بلاكارت كشف في تصريحات خاصة لشبكة “يوروسبورت” أن جيرو لم يكن يعتبر في ذلك الوقت من اللاعبين الواعدين، ولم يتوقع أحد أن يصبح الهداف التاريخي للمنتخب الفرنسي متخطياً أسطورة الكرة الفرنسية تييري هنري.
مسيرتما بعد غرنوبل اتخذت مسارات مختلفة تماماً. الركراكي أنهى مسيرته الأوروبية وعاد إلى المغرب ليلعب مع المغرب التطواني قبل أن يتجه إلى التدريب، بينما استمر جيرو في التطور والصعود حيث انتقل إلى مونبلييه وقاده للفوز بالدوري الفرنسي، ثم انتقل إلى الدوري الإنجليزي ليلعب مع أرسنال وتشلسي.
اليوم، يقف الاثنان على أعتاب مواجهة تاريخية. الركراكي قاد المنتخب المغربي إلى إنجاز غير مسبوق بوصوله نصف النهائي كأول منتخب عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز، بينما نجح جيرو في تعويض غياب بنزيمة بشكل باهر وسجل 4 أهداف في البطولة.
مواجهة الأربعاء في استاد البيت ستكون اختباراً صعباً للركراكي الذي بنى فريقاً قوياً يعتمد على صلابة دفاعية مذهلة، حيث استقبل هدفاً واحداً فقط في البطولة. لكنه سيواجه تحدياً كبيراً في وقف تهديف جيرو الذي يظهر في أفضل حالاته، بالإضافة إلى كبح خطورة نجم المنتخب الفرنسي كيليان مبابي.
هذه القصة الجميلة تثبت أن كرة القدم دائماً ما تحمل في طياتها مفاجآت ومشاعر إنسانية استثنائية، حيث يلتقي زميلان قديمان على أعلى مستوى في كأس العالم، كل منهما أصبح بطلاً قومياً في بلده، وكل منهما يحمل ذكريات وأحلاماً مختلفة عن تلك الأيام البسيطة في دوري الدرجة الثانية الفرنسي.