2025-10-12 05:52:42
أثارت سياسة التعاقدات الجديدة لنادي الترجي التونسي موجة عارمة من الجدل حول هوية النادي ومستقبل الكرة التونسية، بعدما أصبح الفريق الأول في تونس من حيث عدد اللاعبين الجزائريين في صفوفه.
فبعد فوز الترجي في ديربي العاصمة أمام النادي الأفريقي بنتيجة 2-1، برز تساؤل كبير حول تأثير الاعتماد على اللاعبين الجزائريين على هوية النادي الذي يعد من أعرق الأندية التونسية والأفريقية. حيث أشرك مدرب الترجي ثمانية لاعبين أجانب دفعة واحدة، أربعة منهم جزائريون، وهو رقم قياسي في تاريخ الدوري التونسي.
ويستند الترجي في سياسة التعاقدات هذه إلى القانون الجديد الذي أقره الاتحاد التونسي لكرة القدم في ديسمبر 2018، والذي يسمح للأندية التونسية بتسجيل لاعبين من دول شمال أفريقيا (الجزائر، المغرب، ليبيا، موريتانيا، مصر) كلاعبين محليين وليس أجانب. وقد استفاد النادي من هذا القانون لجلب 7 لاعبين جزائريين هذا الموسم.
من جهة، يرى المسؤولون في النادي أن هذه الاستراتيجية مربحة رياضياً ومالياً. فالمستشار الفني للترجي كمال القلصي يوضح أن المستوى الفني للاعب الجزائري وانخفاض تكلفة انتدابه وسهولة اندماجه عوامل جعلت التوجه نحو الدوري الجزائري خياراً استراتيجياً. كما أن إمكانية بيع هؤلاء اللاعبين لاحقاً بصفقات مربحة، كما حدث مع يوسف البلايلي الذي انتقل إلى الأهلي السعودي، تدعم هذه السياسة.
لكن هذه السياسة واجهت انتقادات حادة من قبل متابعي الكرة التونسية، الذين يرون أن الاعتماد الكبير على اللاعبين الجزائريين قد يحرم المواهب التونسية الشابة من فرص الظهور مع الفريق الأول. وذهب بعض النقاد إلى حد وصف الترجي بأنه أصبح “فريقاً بهوية جزائرية” خاصة أن أكثر من نصف تشكيلته الأساسية تتكون من لاعبين جزائريين.
في المقابل، يدافع المدرب التونسي حمادي الدو عن سياسة الترجي بالقول إن النتائج التي حققها الفريق في البطولات المحلية والقارية تثبت صحة هذا التوجه. ويشير إلى أن شح السوق المحلية وتراجع الاهتمام بالعمل القاعدي في تونس دفع النادي للبحث عن بدائل في السوق الجزائرية.
ويبقى الجدل قائماً بين مؤيد يرى في هذه السياسة انفتاحاً ضرورياً على سوق شمال أفريقيا، ومعارض يخشى على هوية النادي ومستقبل الكرة التونسية. فيما يشهد الدوري التونسي هذا الموسم حضوراً قياسياً للاعبين الجزائريين بلغ 26 لاعباً في 14 نادياً، مما يفتح الباب أمام تحول جذري في سياسات التعاقدات في الكرة التونسية.