2025-08-21 04:35:04
“أحنا ملاين ما نموتوش” (عددنا بالملايين ولن نموت).. تحول هذا الشعار الذي رفعه مشجعو النادي الأفريقي التونسي في بداية موسم 2024-2025 إلى صرخة احتجاج وغضب بعد خيبة أمل جديدة، حيث فشل الفريق الأحمر والأبيض في تحقيق أي ألقاب للموسم العاشر على التوالي، ليحتل المركز الرابع في الدوري التونسي ويخسر فرصة التأهل للمسابقات الأفريقية.
موسم من الإحباط والغضب
كانت آمال جماهير الأفريقي عالية مع بداية الموسم، خاصة بعد التخلص من الديون الثقيلة بفضل الدعم المالي من المستثمر الأمريكي فيرجي تشامبيرز، الذي ضخ ملايين الدولارات لإنقاذ النادي. لكن التعاقدات الجديدة والإدارة الفنية بقيادة المدرب الفرنسي ديفيد بيتوني لم تنجح في إعادة الفريق إلى منصات التتويج، بل سجلت سلسلة من الخسائر المخيبة، أبرزها الهزيمة 0-2 أمام النجم الساحلي على ملعب رادس، مما أثار موجة غضب جماهيري عنيفة.
اتهامات متبادلة وأزمة مالية
تصاعدت الأزمة داخل النادي مع اتهامات تشامبيرز لرئيس النادي هيكل دخيل بـ”سوء التصرف المالي”، مدعيا أن 15 مليون دينار اختفت من ميزانية النادي دون مبرر، بينما رد دخيل بأنه مستعد للمحاسبة وأن يديه “نظيفتان”. هذه الحرب الكلامية زادت من انقسام المشجعين، حيث طالبت روابط الجماهير باستقالة الإدارة وتنظيم مظاهرات أمام مقر التدريبات.
تاريخ مجيد.. وحاضر مظلم
يعد الأفريقي أحد أعرق الأندية التونسية والعربية، حيث تأسس عام 1920 وحقق 13 لقبًا للدوري و13 للكأس، إضافة إلى كأس أفريقيا للأندية عام 1991. لكن العقد الأخير شهد تراجعًا كبيرًا، حيث يعود آخر لقب دوري إلى موسم 2014-2015. ويؤكد المشجعون أن سوء الإدارة والتعاقدات الفاشلة هي السبب الرئيسي في استمرار “السنوات العجاف”.
هل ينهض الأفريقي من جديد؟
رغم الغضب والإحباط، تبقى جماهير الأفريقي متمسكة بشعار “أحنا ملاين ما نموتوش”، لكن السؤال الآن: هل ستنجح الإدارة الجديدة – إذا تغيرت – في إعادة الفريق إلى مجده السابق؟ أم أن النادي سيواصل السقوط في دوامة الفشل؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة، لكن المؤكد أن المشجعين لن ينتظروا طويلًا قبل أن يرفعوا أصواتهم مرة أخرى.
