2025-10-16 04:23:48
كثيرة هي التحليلات التي تتحدث عن أسباب إخفاق ليونيل ميسي مع منتخب الأرجنتين مقابل تألقه مع برشلونة، حتى بات الموضوع لغزاً محيراً للمحللين والخبراء واللاعبين السابقين. فكيف يمكن لأفضل لاعب في العالم أن يظهر بمستويين مختلفين تماماً مع فريقيْه الوطني والنادي؟
في الواقع، يكمن الفرق الرئيسي في طبيعة اللعب والانسجام مع الزملاء. فبينما يتمتع ميسي في برشلونة بفريق متجانس وخطط تكتيكية واضحة، يجد نفسه في المنتخب أمام تحديات مختلفة تماماً. فبرشلونة يلعب بطريقة ثابتة منذ سنوات، مما يتيح للاعب التكيف والتفوق، بينما يعاني المنتخب من تغييرات مستمرة في التشكيلة والأسلوب.
المقطع المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي يوضح هذه النقطة بدقة. ففي لقطة مع لويس سواريز، نرى تمريرات متقنة تنتهي بهدف، بينما في لقطة مشابهة مع داريو بينيديتو، تنتهي الكرة عند المدافع. هذا الاختلاف ليس مجرد صدفة، بل يعكس الفجوة في مستوى التفاهم بين اللاعبين.
صحيح أن منتخب الأرجنتين يضم بعضاً من أفضل اللاعبين في العالم، مثل سيرجيو أغويرو وباولو ديبالا وأنخل دي ماريا، لكن تواجدهم معاً على أرض الملعب لا يعني بالضرورة تكوين فريق متجانس. فلكل منهم أسلوب لعب مختلف، مما يصعب عملية بناء فهم مشترك خلال الفترات القصيرة التي يجتمع فيها المنتخب.
علاوة على ذلك، فإن الضغط النفسي الذي يتعرض له ميسي مع المنتخب لا يقارن بذلك الذي يواجهه مع برشلونة. فجماهير الأرجنتين تتوقع منه دائماً أن يكون البطل الذي يقودهم للفوز، بينما في برشلونة، يتقاسم المسؤولية مع زملائه.
في الختام، يمكن القول إن أداء ميسي مع المنتخب ليس ضعيفاً بقدر ما هو مختلف. فغياب الاستقرار التكتيكي والتفاهم مع الزملاء، إضافة إلى الضغط النفسي الهائل، كلها عوامل تجعل من الصعب عليه إعادة إنتاج نفس المستوى الذي يظهره مع برشلونة. لكن يبقى ميسي لاعباً استثنائياً قادراً على تغيير مجرى أي مباراة، سواء مع النادي أو المنتخب.
