2025-10-17 04:54:22
شهد الدوري الليبي للمحترفين موجة غير مسبوقة من التعاقدات مع اللاعبين الأجانب خلال الموسم الحالي 2024-2025، حيث تجاوز عدد اللاعبين الأجانب 216 لاعباً، وذلك بعد التعديلات الجذرية التي طالت نظام المسابقة وقانون اللاعب الأجنبي.
فبعد زيادة عدد أندية الدوري إلى 35 نادياً موزعة على 4 مجموعات، وانتخاب عبد المولى المغربي رئيساً جديداً للاتحاد الليبي لكرة القدم، أقرت لجنة المسابقات نظاماً جديداً يسمح للأندية بتسجيل 9 لاعبين أجانب كحد أقصى، منهم 6 لاعبين من دول شمال أفريقيا والسودان وفلسطين، و3 لاعبين من باقي الدول، مع السماع باعتماد 6 لاعبين أجانب في التشكيل الأساسي بدلاً من 3 في الموسم الماضي.
هذه التغييرات أحدثت تحولاً كبيراً في خريطة التعاقدات، حيث تصدر التونسيون قائمة الوافدين برصيد 45 لاعباً، يليهم السودانيون (33) والمغاربة (29)، بينما جاء اللاعبون من دول غرب أفريقيا مثل ساحل العاج (12) وغانا (11) ومالي (9) ليشكلوا حضوراً لافتاً في البطولة.
أثارت هذه الموجة من التعاقدات جدلاً واسعاً بين الخبراء والمهتمين بالشأن الكروي. فبينما يرى البعض أن هذه الخطوة سترفع من مستوى المنافسة وتساعد الأندية الليبية في المنافسات القارية، يحذر آخرون من تأثيرها السلبي على اللاعبين المحليين وخاصة الشباب، بالإضافة إلى تداعياتها الاقتصادية على الأندية التي قد تثقل كاهلها بالديون والمصاريف الإضافية.
من جهة أخرى، يشير وكيل اللاعبين التونسي سيف العياري إلى أن الاستقرار المالي والنقلة النوعية التي تشهدها الأندية الليبية كانت الدافع الرئيسي لجذب هذا العدد الكبير من اللاعبين الأجانب، مؤكداً أن القرب الجغرافي ووجود مدربين تونسيين ساهما في توافد اللاعبين التونسيين بشكل خاص.
كما شهدت فترة الانتقالات Winter انتقال نجوم بارزين مثل المصري محمود كهربا إلى نادي الاتحاد، والنيجيري جونيور أجايي إلى الهلال بنغازي، والغاني ريتشارد بوادو إلى الأهلي طرابلس، مما أضاف بعداً جديداً للدوري الليبي.
يبقى السؤال المطروح: هل ستنجح هذه الاستراتيجية في رفع مستوى الدوري الليبي واستعادة مكانته القارية، أم أنها ستؤدي إلى إضعاف الفرص أمام المواهب المحلية وزيادة الأعباء المالية على الأندية؟ الإجابة ستكشفها نهاية الموسم الحالي الذي يشكل منعطفاً حاسماً في مسيرة الكرة الليبية.